سرطان المثانة: الأسباب، الأعراض، العلاج

مرح جاويش
يُعتبر سرطان المثانة أحد أكثر أنواع السرطان انتشارًا في الجهاز البولي، حيث يحتل المرتبة العاشرة عالميًا بين أنواع السرطان الأكثر شيوعًا. وفقًا للوكالة الدولية لأبحاث السرطان، تم تسجيل أكثر من 600,000 حالة جديدة سنويًا، مع 220,000 حالة وفاة ناتجة عن المرض. غالبًا ما يصيب سرطان المثانة الرجال أكثر من النساء، لكنه قد يصيب أي شخص، خاصة مع التقدم في العمر.
يتميز سرطان المثانة بمعدلات شفاء مرتفعة في حال تم تشخيصه مبكرًا، مما يجعل التوعية بأسبابه وأعراضه ضرورية للكشف المبكر عنه واتخاذ التدابير الوقائية المناسبة.
أسباب سرطان المثانة
على الرغم من أن السبب الدقيق للإصابة بسرطان المثانة غير معروف بشكل قاطع، إلا أن هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة، ومنها:
- التدخين: يُعد التدخين من أبرز العوامل التي تؤدي إلى تراكم المواد الكيميائية الضارة في البول، مما يسبب تلف الخلايا المبطنة للمثانة. تشير الدراسات إلى أن المدخنين معرضون للإصابة بسرطان المثانة بمعدل 2-3 مرات أكثر من غير المدخنين.
- التعرض للمواد الكيميائية: التعرض المطوّل لمواد مثل الأصباغ، والمطاط، والجلود، والمعادن الثقيلة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة، خاصة بين العاملين في الصناعات الكيماوية.
- الالتهابات المزمنة: قد تؤدي التهابات المثانة المتكررة أو المزمنة، مثل التهابات المسالك البولية المتكررة، إلى تغييرات في خلايا المثانة تجعلها أكثر عرضة للتحول السرطاني.
- العوامل الوراثية: على الرغم من ندرتها، إلا أن وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان المثانة قد يزيد من احتمالية تطور المرض.
- الإشعاع والعلاج الكيميائي السابق: قد يؤدي التعرض السابق للإشعاع أو بعض أنواع العلاج الكيميائي لعلاج أمراض أخرى إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان المثانة.
أعراض سرطان المثانة
قد تتشابه أعراض سرطان المثانة مع بعض أمراض الجهاز البولي الأخرى، لذلك من المهم الانتباه لأي تغييرات غير طبيعية، مثل:
- وجود دم في البول (البيلة الدموية): وهو العرض الأكثر شيوعًا، وقد يظهر بشكل متقطع أو دائم.
- ألم أو حرقان أثناء التبول: قد يكون علامة على وجود تغيرات غير طبيعية في المثانة.
- كثرة التبول أو الشعور بالحاجة الملحة للتبول: حتى عندما تكون المثانة فارغة.
- آلام في الحوض أو أسفل الظهر: خاصة في الحالات المتقدمة من المرض.
إذا ظهرت أي من هذه الأعراض، يُنصح بزيارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من سلامة الجهاز البولي.
طرق الوقاية من سرطان المثانة
على الرغم من عدم وجود طريقة مؤكدة لمنع الإصابة بسرطان المثانة، إلا أن بعض العادات الصحية يمكن أن تقلل من احتمالية الإصابة، مثل:
- الإقلاع عن التدخين: تجنب التدخين يُعد من أهم الخطوات للحد من خطر الإصابة بسرطان المثانة، حيث إن التدخين مسؤول عن 50% من حالات سرطان المثانة لدى الرجال و35% من الحالات لدى النساء.
- شرب كميات كافية من الماء: يساعد تناول الماء بانتظام على التخلص من السموم وتقليل تركيز المواد الضارة في المثانة.
- اتباع نظام غذائي صحي: تناول الفواكه والخضروات الغنية بمضادات الأكسدة قد يساهم في حماية الخلايا من التلف.
- تجنب التعرض للمواد الكيميائية الضارة: في حالة العمل في بيئات تحتوي على مواد خطرة، يُفضل استخدام معدات الحماية الشخصية والالتزام بإجراءات السلامة.
علاج سرطان المثانة
يعتمد العلاج على مرحلة سرطان المثانة ونوعه، وتشمل الخيارات العلاجية ما يلي:
- الجراحة: يتم استئصال الورم جزئيًا أو كليًا حسب مرحلة المرض، وفي بعض الحالات قد يتم استئصال المثانة بالكامل واستبدالها بجهاز اصطناعي.
- العلاج الكيميائي: يُستخدم لقتل الخلايا السرطانية، ويمكن أن يكون قبل الجراحة لتقليص حجم الورم أو بعد الجراحة للقضاء على أي خلايا متبقية.
- العلاج الإشعاعي: يستخدم لقتل الخلايا السرطانية عبر تسليط إشعاع عالي الطاقة على المثانة.
- العلاج المناعي: يُستخدم في بعض الحالات المتقدمة لتعزيز جهاز المناعة لمهاجمة الخلايا السرطانية.
أهمية الكشف المبكر
يؤدي الكشف المبكر عن سرطان المثانة إلى تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل كبير، حيث تصل نسبة الشفاء إلى 90% عند التشخيص في المراحل المبكرة. لذا، يُنصح بإجراء فحوصات دورية خاصة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، مثل المدخنين أو الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض.
يُعتبر سرطان المثانة من الأمراض التي يمكن الوقاية منها جزئيًا من خلال تجنب عوامل الخطر، مثل التدخين والتعرض للمواد الكيميائية الضارة. كما أن الكشف المبكر يلعب دورًا حاسمًا في نجاح العلاج وتحسين فرص البقاء على قيد الحياة. لذا، من الضروري نشر الوعي حول هذا المرض والتأكد من إجراء الفحوصات الطبية الدورية عند ظهور أي أعراض غير طبيعية.
بإمكانكم قراءة مقالات عن أنواع السرطانات كافةً عبر الضغط هنا
ولرؤية أعمالنا ومتابعتنا بشكلٍ دوري اضغط هنا